هل كل فرصة تستحق 'نعم'؟

حياتنا اليومية مليئة بالخيارات وعندما نفوض جزء من هذه الخيارات إلى "الروتين" يسهل علينا ويقلل من عبئ التفكير لأخذ قرارات مرات كثيرة خلال اليوم. لذلك ما استغرب لمن أقرأ أنه من صفات القائدين الناجحين: سرعة اتخاذ القرار. لو نجي نفكر فيها: إذا رئيس شركة دائمًا يفكر كثير قبل كل قرار، كل أعضاء الفريق راح يتأثرون. القرار الخطأ ممكن يكلف خسائر مادية لذلك نلاقي أنه من صفات القائدين الناجحين: القدرة على التعامل مع الخسائر. وكل فشل أو خيبة أمل هو فعلًا فرصة للتعلم. جلست أفكر: ليش هذه الخصلة موجودة عندهم؟ ربما لأنه الهدف والاستراتيجية واضحة بكل بساطة.

في كتابات سابقة ومنشورات عديدة تحدثت عن حبي للروتين وأنه كما يقول الكاتب جيمس كلير في كتابه العادات الذرية: "أنت لا ترتفع إلى مستوى أهدافك، بل تنخفض إلى مستوى أنظمتك".

وضوح أهداف وقيمك لك يساعدك باتخاذ القرار بشكل أفضل لأنه بكل بساطة كل ما انطرح قدامك شيء، أنت تلقائيًا راح ترجع تدرسه وتسأل نفسك: هل هذا الشيء متناغم مع قيمي؟ هل راح يخدم أهدافي؟ هل المكسب مجزي أم راح يستنزف طاقتي دون منفعة واضحة؟

والي خلاني أرجع أفكر في هذه الأمور مؤخرًا أنه أنا في مرحلة بأبدأ فيها مسيرة مهنية مختلفة وجديدة علي، تحدياتي فيها عديدة وكم التركيز الي عندي يدوبك بيخدم أهدافي الحالية. لذا لاحظت نفسي أي طلب أو عرض يبعدني أو يشتتني، ردي بيكون: "شكرًا على الفرصة وثقتك، لكن أعتذر عن المشاركة".

والحقيقة تزعجني النصيحة بأنك تقول "ايوا، ما تعرف اش يجي من ورا الفرصة" بشكل عشوائي لأنه أشعر أنه جذرها اعتقاد بأن الفرص في هذا الكون محدودة ومربوطة بمهام ثقيلة على النفس أو راح تثقل كاحلك بأشياء لا تقدر عليها في الوقت الحالي. هل هي فعلًا فرصة لو كل كيانك بيقول لك: "قول لأ"؟ الفكرة السائدة بأن الفرص "محدودة" تعكس عقلية الندرة (scarcity mindset)، بينما لو لاحظت نمط تفكيرك الذي يرفض المشاركة في شيء لا يتناغم مع أهدافك يعكس عقلية الوفرة (abundance mindset) لأنه عندك يقين الخير موجود والقادم أفضل بإذن الله.

وكذلك جلست أفكر، يمكن الشخص الذي ينصحك بهذه النصيحة ما يعرف اش يبا؟

مو كل أحد فينا بيمشي في هذه الحياة بطريقة تتناغم مع أهدافه، ربما لظروف حياتية، اختيارات مهنية، الله أعلم مو موضوعنا هنا لكن قبل ما نسمع لتك النصيحة العشوائية، خلينا نفكر أكثر. مؤخرًا فكرة أخرى تدور في بالي خصوصًا لمن أطلب نصيحة، والحقيقة أنا نادر ما أطلبها إلا من شخص أثق فيه، يفهمني ويفهم قيمي وأهدافي، لأنه ما أحتاج أفكار تشتتني زيادة لمن أكون في وقت أحتاج أركز فيه أكثر وأخذ قرار سريع.

لذا قررت أعطي نفسي حلول تطبيقية وقلت أشراكها معكم لعلها تساعدك. لو طبقتها حكيني، دائمًا أسعد بقراءة تجاربكم وتفاعلكم مع المحتو الي أشاركه.

  • ضع لنفسك معايير واضحة لقبول الفرص: هل تخدم أهدافك؟ هل تتماشى مع قيمك؟ هل لديك الوقت والطاقة لتحقيقها؟
  • ذكر نفسك أن قول "لا" لبعض الأشياء هو قول "نعم" لأهدافك الحقيقية.
  • آمن بأن الفرص المناسبة ستأتي في الوقت المناسب: الفرص ليست "محدودة" بل تُخلق عندما تكون جاهزًا لاستقبالها.
  • حاول تشتغل على طريقة تفكيرك: من علية الندرة إلى عقلية الوفرة.

التعليقات

لا يوجد أي تعليقات لعرضها.

تسجيل الدخول