متى ألجأ لتوصيات التغذية الرياضية؟

من يومين كنت أعطي محاضرة عن توصيات التغذية الرياضية لطلابي في مرحلة الماجستير، وإحدى الطالبات سألتني: متى أقرر إذا هذا الشخص رياضي وأقدر أستعمل هذه التوصيات؟ وهنا بدأ بيني وبين الكلاس نقاش، قلت لهم بصراحة: مافي جواب واضح، لأن فيه عدة اعتبارات لازم نفكر فيها. فحبيت أشاركها معكم هنا لعلها تكون مرجع لأي مختص أو شخص مهتم ومو عارف يقرر: هل يعتمد التوصيات الرياضية أم لا؟

على إنستاجرام، شاركت نفس السؤال واستقبلت ردود وآراء متنوعة من المتابعين. وكانت بعض الأفكار اللي وصلتني كالتالي:

• إذا كانت الرياضة أولوية في حياته.
• إذا كان يتمرن بطريقة ممنهجة وليس بشكل عشوائي.
• إذا كان شايف الرياضة كمحترف أو حياته متمحورة حول التدريب.
• بناءً على كفاءة القلب والجهاز التنفسي ومتوسط نبضات القلب.
• تحليل تكوين الجسم والشكل كمؤشر على مستوى اللياقة.

قد يجي في بالك، طيب إيش المشكلة؟ ليش مو أي شخص يمارس الرياضة يقدر يستفيد من هالتوصيات؟ ببساطة، لأنها وضعت أساساً لدعم الرياضيين اللي هدفهم تطوير الأداء وتعزيز الاستشفاء. الفكرة هنا إن التوصيات الرياضية تركز على تفاصيل دقيقة زي توقيت الأكل، كميات محددة من البروتين والكربوهيدرات، وإعادة التوازن للجسم بعد مجهود مكثف. هذه التفاصيل ما تكون مهمة أو حتى فعالة للشخص العادي، اللي غالباً بيستفيد أكثر من نصائح غذائية عامة ومتوازنة وخاصة بأسلوب حياته. اللي يتبع توصيات الرياضيين بدون ما يكون له نفس المتطلبات ممكن يواجه فائض في السعرات إذا طبقها بطريقة غير صحيحة، واللي بالنهاية ممكن يؤدي لزيادة في الوزن بدون قصد.

طريقتي في اتخاذ هذا القرار:

١) جاهزية الرياضي نفسه

شخصيًا، أشوف ماله داعي ألجأ لتفاصيل دقيقة في التغذية لشخص غير مستعد لها ولا هو قادر على تطبيقها. من تجربتي، أهم نقطة عندي هي جاهزية واستعداد الرياضي نفسه. مو كل رياضي محترف مهتم بتغذيته، ومهما كان يبدو في الشكل أو الأداء، المحترف الجاد فعلاً هو اللي عنده رغبة صادقة في التطور. محنا عايشين في عالم وردي يتبع فيه المحترف التوصيات إلا إذا كان فعلًا مهتم.

٢) أهداف خاصة تستدعي تطبيق بروتوكول دقيق

في بعض الحالات، الرياضي يكون فعلاً مهتم ويطبق استراتيجيات وصلها بجهد منه أو نصيحة المجموعة اللي يتدرب معها. مثلاً، رياضي يشارك في مجموعة جري ويستخدم جيل الكربوهيدرات خلال التمرين اللي يمتد لأكثر من ساعة، ويحاول يختار وجبته قبل وبعد التمرين بعناية. هنا أصلًا نلاحظ مجهود واضح. في هذه الحالة، الدخول في تفاصيل زي "كم جرام كربوهيدرات يحتاجها كل ساعة؟ كم وزن الشخص قبل وبعد التمرين؟" أو "كيف نضع بروتوكول للتروية وتناول الكربوهيدرات خلال التمرين" راح يكون فعلاً مفيد ويخدم هدفه.

٣) المنافسة والمشاركة في بطولات

أما إذا الرياضي ينافس بشكل جدي أو يشارك في بطولات، فهنا التفاصيل تصير ضرورية، لأنه ما عاد الموضوع مجرد رفاهية. في هذه الحالة، البروتوكولات الدقيقة للتغذية والاستشفاء تكون لا غنى عنها لأنها تساعده على التفوق والحفاظ على مستوى ثابت وعالي للأداء.

هل الرياضي هو فقط من يشارك في بطولات؟

ما أعتقد، الرياضي مو شرط يكون مشارك في بطولات. فيه ناس يمارسون الرياضة بجدية عالية، حتى لو ما عندهم منافسات رسمية. الرياضيين الهاويين، يمكن ما يدخلون بطولات، لكن عندهم التزام واضح وتدريب مكثف وجاد، لدرجة يخليهم محتاجين يدعمون أجسامهم ببروتوكولات تغذية رياضية. ببساطة، طالما فيه جدية في التدريب، فغالبًا تطبيق بعض استراتيجيات التغذية الرياضية راح يفيد في مواكبة الحمل التدريبي وتحقيق الأهداف.

احتياجات التعافي والاستشفاء

كمان من النقاط اللي تساعد في تحديد الحاجة للتغذية الرياضية هي موضوع الإرهاق اللي يحس فيه الشخص بعد التمرين. إذا كان بعد كل تمرين فيه تعب كبير وآلام عضلية، أو يحس أنه يحتاج استشفاء أسرع، هنا ممكن يحتاج إلى تقييم الحالة الغذائية ومراجعة ما إذا كان يعوض طاقته المصروفة بالطريقة المناسبة.

هل تتفق أم عندك وجهة نظر أخرى تحب تشاركها؟ شاركني في التعليقات.