أحب الأكل، ولكن، لسبب ما، يربط الناس مهنتي بـ “عدم تناول الطعام” وهو أبعد ما يكون عن الحقيقة. في كل تجمع أذهب إليه، كلما اكتشف الآخرون أني أخصائية تغذية، غالبًا ما يسألني البعض: “ما هو أفضل نظام غذائي؟” ، وجوابي هو نفسه دائمًا: “أنصح نغير أسلوب حياتنا وما نعمل رجيم”.
الحميات أو الرجيم بشكل عام حل قصير الأجل، وإن طبقته بطريقة خاطئة، فهو يقلل من عملية الأيض وقد يلحق الضرر بعلاقتك بالطعام خاصةً إذا كنت تتلقى المعلومات من الأصدقاء والـواتساب وليس من أشخاص مؤهلين.
لدينا الكثير من المشاعر، والكثير من الأفكار حول الطعام. سلوكيات الأكل أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. الموضوع يتعلق بالإحساس والجمعات العائلية والفرح والحزن وغير ذلك الكثير. بعض الأطعمة تعيد ذكريات معينة وبعض الأطباق تذكرنا بأحبابنا. ترى ما أقصده؟ الموضوع أكبر من كونه مجرد حمية غذائية. يجب أن نعرف جميعًا أن معرفة السبب وراء أكلنا لوجبات معينة بنفس أهمية مكونات الوجبة.
لم أكن دومًا أفكر بهذه الطريقة. عندما أنهيت دراسة البكالوريوس في التغذية الإكلينيكية، كنت مفتونة بالأرقام. كنت أحسب السعرات الحرارية والمغذيات لكل شيء لكن مع الخبرة وتقدم علمي، استوعبت أن هذا السلوك غير مستدام ولا يمكنني الاستمرار عليه للأبد.
بدأت في قراءة المزيد والمزيد عن الأكل بوعي وإدراك والبدء في الطهي وتعلم تقنيات بسيطة تسهل علي حياتي وتختصر الوقت. وأصحبت أصب اهتمامي في توفير وجبات متكاملة لنفسي وعائلتي.
بعد حصولي على درجة الماجستير في التغذية وفسيولوجيا الجهد البدني ، تغير موقفي كثيرًا. خاصة بعد أخذ عدة دورات في التوعية والإرشاد في مجال التثقيف والتدريب. السلوك البشري ليس بالأبيض والأسود كما نعتقد جميعًا.
الغذاء والتمرين أكثر بكثير من أكل وحرق السعرات الحرارية وخسارة الوزن أو الدهون. الموضوع أكبر من كذا بكثير ويشمل كذا جانب من حياتنا. منظور الصحة الشمولي اتضح عندي أكثر مع الوقت. لهذا السبب أحاول التركيز على السلوكيات وطريقة التفكير.